فائدة تشتمل على وصية عظيمة لعليّ لأبنائه رضي الله عنهم جميعاً
بعد أن طُعِنَ عليّ رضي الله عنه اعترته غشية ، ثم أفاق فدعا أولاده وقال : أوصيكم بتقوى الله تعالى ، والرغبة في الآخرة ، والزهد في الدنيا ، ولا تأسفوا على شيء فاتكم منها ، فإنكم عنها راحلون .
افعلوا الخيـر وكونوا للظالم خصماً ، وللمظلوم عوناً .
يا بَنِـيّ : أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشهادة ، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، والعدل في الصديق والعدو ، والعمل في النشاط والكسل ، والرضا عن الله في الشدة والرخاء .
يا بَنِـيّ : ما شرٌّ بعده الجنة بشر ، ولا خيـر بعده النار بخيـر ، وكل نعيم دون الجنة حقيـر ، وكل بلاء دون النار عافية .
يا بَنِـيّ : من أبصر بما قسم الله له لم يحزن على ما فاته ، ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن حفر لأخيه بئرًا وقع فيها ، ومن هتك حجاب أخيه هُتِكت عورات بنيه ، ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيـره ، ومن أعجب برأيه ضل ، ومن استغنى بعقله زل ، ومن تكبـر على الناس ذل .
يا بَنِـيّ : من خالط الأنذال احـتُـقِـر ، ومن دخل مداخل السوء اتُّـهم ، ومن جالس العلماء وُقِّـر ، ومن مزح استخف به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر خطؤه ، ومن كثر خطؤه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار .
يا بَنِـيّ : العافية عشرة أجزاء : تسعة منها في الصمت إلا عن ذكر الله تعالى ، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء .
يا بني لا شرف أعلى من الإسلام ، ولا كرم أعز من التقوى ، ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا لباس أجمل من العافية .
ــــــــــــــــــــــــــ
المستطرف (1/78)