معرفة الأتباع وهم التَّابعون لغة ، والواحد تابعيّ ، وهو من لقي صحابيًا فأكثر ، وعلى هذا عمل الجمهور ، واشترط ابن حبان - والحالة هذه - أن يكون حين لقائه الصحابيّ في سن من يحفظ عنه وإلا فلا عبـرة بالرؤية .
وهل من يرى عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام عند نزوله آخر الزمان من المسلمين يعد تابعيًا ؛ لما صح من رؤية عيسى نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ، وكلام الصالح منهما للآخر ، وقول عيسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام : (( مَرْحَـبًا بِالنَّبِيّ الصَّالِـحِ ، وَالْأَخِ الصَّالِحِ )) (1) ؟
الأظهر نعم ، والله أعلم .
ورتب مسلمٌ التابعين على ثلاث طبقات ، وأربع ، وكذلك ابن سعد نحوه .
وخيرهم أُوُيسٌ القرنـيّ (2) .
ومن كبارهم المخضرمون الذين أدركوا الجاهلية والإسلام فلم يُسْلِموا إلا بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم كجُبيـر بن نُـفـيْـر (3) ، وسُويد بن غَفَلة (4) ، وغيرهما .
ومن أفضلهم الفقهاء السبعة الذين نظمهم بعض السلف في بيتين وتلوتـهما في نظمي ببيتين عرَّفتهم فيهما بأنـهم فقهاء التابعين بالمدينة ، وما ذُكر من الخلاف في عَـدِّ بعضهم فيهم ، والأبيات هي :

ـــــــــــــــــــــ
(1) هو قطعة من حديث طويل ؛ أخرجه البخاري 1/97 برقم (349) و 4/164 (3342) ومسلم 1/102 برقم (163) من طريق الزهري عن أنس بن مالك عن أبي ذر الغفاريّ رضي الله عنه .
(2) هو الزاهد القدوة أويس بن عامر بن جزء القرنيّ اليمانيّ ، أدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم ولم يره ، وسكن الكوفة ، ومدحه النبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الإمام مسلم .
انظر ترجمته في أسد الغابة 1/179 ، وسيـر أعلام النبلاء 4/19 .
(3) و (4) تابعيان مشهوران .
(5)ضيزى : جائرة ، يقال : ضِزْت في الحكم ؛ أي جُـرْت ، كما في (( تفسيـر غريب القرآن )) لابن قتيبة : ص (428) .
(6) هم على ترتيب المولف :
· عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الـهـذليّ ، رحمه الله تعالى .
· عروة بن الزبير بن العوام ، رحمه الله تعالى .
· القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، رحمه الله تعالى .
· سعيد بن المسيب ، رحمه الله تعالى .
· أبو بكر بن عبد الرحمان بن الحارث المخزوميّ ، رحمه الله تعالى .
· سليمان بن يسار ، رحمه الله تعالى .
· خارجة بن زيد بن ثابت ، رحمه الله تعالى .
ومنهم من ذكر أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بدل أبي بكر بن عبدالرحمن المخزومي ، وقيل بدلهم سالم بن عبدالله بن عمر .
انظر (( معرفة علوم الحديث )) لابن الصلاح : ص (54) .
(7) انفرد ابن ناصر الدين رحمه الله تعالى بزيادة هذين البيتين - الثالث والرابع – ولم أجدهما في غير هذا المصدر ، وهما يدلان على مقدرته على النظم .